فاطمة: زوجي تنكر لحقي ولحقوق أبنائه بعد زواجه من أخرى
غزة – CMC – ألاء بارود
“تزوج بامرأة أخرى وحرمني أنا وأبنائي منه، ترك خلفه عا ئلة كاملة وذهب لينشا حياة جديدة في بيت آخر ” بتلك العبارة تحدثت فاطمة 35 عاما عن معاناتها مع زوجها الذي تخلى عنها وتركها تعاني وحيدة في تربية ابنائها الذين تأزمت نفسيتهم وخرجوا عن سيطرتها, نتيجة حالة التفكك الأسري التي يعيشونها.
ابناء فاطمة المراهقين تبدلت حالهم للاسوأ بعد زواج والدهم, قالت: “أجد صعوبة في ضبطهم نتيجة معرفتهم أن والدهم تخلى عنهم من أجل إمرة أخرى، فهو لم يعد يأتي للبيت كما في السابق، ولا يعيل أسرته بالشكل المطلوب”.
وتروي بحرج محاولاتها المستميتة لإعادة العلاقة بين الأبناء وأبيهم : ” اصطحبت أبنائي الخمسة إلي بيت ضرتي, ظننت أني بذلك سأثير نزعة الأبوة لديه, وشوقه, ويدفعه ذلك لرعايتهم مرة أخرى, لكن لم يتغير شيء”.
أما عن ظروف زواجها, فقد زوجها أهلها وهي طفلة بعمر 15 عاما، من ابن عمها نتيجة عدم مقدرتهم على إعالتها هي و أخواتها الست, ليتركوها تواجه مصاعب الحياة صغيرة لا تدرك معنى أن تحمل مسؤؤلية عائلة, لينتهي بها المطاف وحيدة مع خمسة أطفال دون أب يعيلهم مريضة تشتكي سوء حالها .
وقالت :”عانيت كثيرا مع زوجي الذي قرر بعد 18 عام أن يبني لنا بيتا مستقلاً، بعد أن استدان المال لبناءه، حيث تراكمت علينا الديون ولليوم نعجز عن سداده، مما حول حياتنا لمزيد من الجحيم والمشاكل بيني وبين زوجي حول نفقات البيت ومستلزماته، وغيرها من الأمور”,
زوج فاطمة فضل التهرب من مسؤؤلياته، و البحث عن حياة جديدة وسعيدة بعيدا عن عائلته، فقرر الزواج من امرأة أخرى بشرط ان تكون مقتدرة مادياً أو امرأة عاملة, وقد أوضح ذلك لفاطمة : ” في إحدى المشاجرات التي حدثت بيني وبينه أخبرني أنه سيتزوج, وأنه وجد عروساً وهي امرأة مطلقه ولديها طفلان وأن لها أخت تكبرها بخمس سنوات تعمل في نادي رياضي، فقلت له بغضب شديد: وليش تربي أولاد غيرك!, تزوج اختها اريح لك”.
انفعال فاطمة الشديد وخروج هذه الكلمات منها للسخرية من زوجها والعروس المنتظرة، كانا منفذاً له، فتمسك بكلماتها وتقدم لخطبة أخت تلك المرأة فعلاً، وبنظرة مليئة بالألم والحسرة أضافت “زوجي شديد التعلق بزوجته الجديدة وزيارته لنا باتت متباعدة، ولمدة محدودة يعاملنا فيها اسوأ معاملة، حتى أن ابنائه أصبحوا يكرهون زياراته ويكنون له عدائية شديدة”.
المسؤؤلية المُلقاة على عاتق فاطمة أكبر منها، فهي الأم غير المتعلمة، والتي كرست حياتها لخدمة بيتها وعائلتها، دون أن تهتم بزيادة ثقافتها و تقوية شخصيتها لمواجهة صعاب الحياة، تشتكي : ” لا اعرف كيف أتعامل مع أبنائي, ابني الأكبر أصبح عصبي ومتقلب المزاج ولا يكف عن الصراخ طوال الوقت ويسيء معاملتها”.
تدمع عيناها: ” لديّ ابن وابنه يمران بسن المراهقة وهم بحاجة ماسة لحنان وعطف والدهم الذي يتهرب كلما واجهته بحاجات ابناءه، عدا عن القصور المادي الذي نعاني منه، متطلباتهم كثيرة وأنا بالكاد أدبر احتياجاتهم الأساسية من الطعام والملابس”.
وعن حقها كزوجة، صمتت كثيراً، لتعترف بالحقيقة : ” زوجي يتنكر لي, لا يوجد بيننا أي علاقة زوجية، يعاملني كخادمة لابناءه فقط، ولا يعتبر أن له زوجة في هذا البيت، لقد خجرني منذ زمن “.
** تم انتاج هذه المادة في إطار مشروع “أوقفوا العنف ضد النساء” الذي ينفذه مركز الاعلام المجتمعي (CMC) بالشراكة مع الأمم المتحدة الاستئمانية لانهاء العنف ضد النساء (UNTF)