“الإعلام المجتمعي” ينظم يومًا ترفيهيًا لدعم موظفيه نفسيًا في ظل الضغوط الميدانية بغزة

دير البلح – مركز التنمية والإعلام المجتمعي (CDMC):

نفّذ مركز التنمية والإعلام المجتمعي يومًا ترفيهيًا مخصصًا للعاملين والعاملات، ضمن أنشطة مشروع “أصوات من أجل العدالة: تمكين النساء المدافعات عن حقوق الإنسان في قطاع غزة ما بعد الحرب”، المنفّذ بالشراكة مع مؤسسة هينرش بُل الألمانية.

ويأتي هذا النشاط الذي نفذ في مدينة دير البلح في وقت يعيش فيه الفريق الميداني ضغوطًا متواصلة ناتجة عن واقع طارئ وأعباء إنسانية كبيرة، إذ ركز اليوم الترفيهي على جلسة دعم نفسي جماعية بعنوان “دعم داعمين – الرعاية الذاتية”، هدفت إلى تمكين العاملين من أدوات العناية بالنفس، وإدارة الإرهاق، وتعزيز القدرة على الصمود في ظل بيئة عمل صعبة.

وقالت نسرين كساب، منسقة المشروع، إن تنفيذ هذا اليوم يعكس “إيمان المركز بأهمية دعم طواقمه نفسيًا في ظل واقع يستهلك الكثير من الطاقة العاطفية والمهنية”، مضيفة: العمل في ظروف الحرب والطوارئ يستنزف الطاقات، لذلك كانت هذه المساحة ضرورية لاستعادة التوازن الداخلي والتأمل، وإعادة شحن الفريق بروح العمل الجماعي”.

من جانبها، أكدت عندليب عدوان، مديرة مركز التنمية والإعلام المجتمعي، أن هذا النشاط يأتي في إطار التزام المركز ببناء بيئة عمل إنسانية وصحية، قائلة: “رعاية فريق العمل نفسيًا ليست نشاطًا ثانويًا، بل هي جزء أصيل من عملية التمكين،  فالعامل القوي نفسيًا هو القادر على الاستمرار وإحداث الأثر الحقيقي في الميدان. نحن نؤمن أن الإعلامي أو المدافع عن الحقوق يحتاج إلى الرعاية بقدر ما يحتاج إلى الأدوات المهنية، لأن من يرعى نفسه يستطيع رعاية الآخرين”.

وأضافت عدوان أن اليوم الترفيهي يعكس نهج المركز في دمج الرعاية الذاتية داخل العمل الحقوقي والإعلامي، مشددة على أن “الصحة النفسية هي شرط أساسي للاستدامة في بيئة محفوفة بالمخاطر”.

وشكّل النشاط فرصة نادرة لجمع فريق العمل الذي تفرّق بين مدينة غزة وجنوبها منذ أكثر من عامين بسبب ظروف الحرب والتنقلات الميدانية. وعبر المشاركون عن سعادتهم بهذا اللقاء، مؤكدين أن النشاط أعاد إليهم شعور الانتماء وروح الفريق، وأسهم في تجديد الثقة والأمل في ظل واقع مليء بالضغوط والتحديات اليومية.

ويأتي هذا النشاط استكمالًا لجهود المركز في دعم الصحة النفسية للمجتمع، حيث نفذ منذ بداية المشروع 18 ورشة دعم نفسي في غزة وجنوب القطاع، استهدفت فئات متنوعة من النساء والفتيات والرجال والعاملين في المجالين الإعلامي والمجتمعي.

ويؤكد مركز التنمية والإعلام المجتمعي (CDMC) أن تعزيز الصحة النفسية والمجتمعية يُعد محورًا أساسيًا في مرحلة ما بعد الحرب، باعتباره أحد ركائز التمكين الإنساني والإعلامي، وسبيلاً للحفاظ على استمرارية العمل المجتمعي والحقوقي رغم التحديات.

ويُذكر أن مركز التنمية والإعلام المجتمعي (CDMC) هو مؤسسة إعلامية وتنموية فلسطينية، تعمل منذ أكثر من عقدين على توظيف الإعلام كأداة للتغيير الاجتماعي، وتعزيز حقوق الإنسان، وقيم المواطنة والعدالة والحرية، عبر تمكين مختلف الفئات المجتمعية من أدوات التعبير الرقمي الفعّال، لا سيما في البيئات المتأثرة بالنزاعات والحروب.