مركز شؤون المرأة يعقد ندوة فكرية تناقش ثورات
أثار مهتمون/ات بقضايا المرأة مخاوف من أن ثورات “الربيع العربي” قد تأتي على حقوق ومكتسبات النساء والشباب الذين ناضلوا من أجلها عقود من الزمن، مستندين/ات إلى أمثلة لها علاقة بتعديل القوانين في بعض البلدان التي حدث فيها التغيير لصالح صعود الأحزاب الإسلامية كمصر وتونس وموقفها من قضايا الشباب والمرأة.
واعتبر المشاركون/ات خلال الندوة الفكرية التي عقدها مركز شؤون المرأة بمدينة غزة بأن النساء شاركن بفعالية في الثورات العربية من منطلق إيمانهن بأهمية التغيير وانعكاسه على واقعهن، على قاعدة “شركاء في النضال شركاء في القرار” .
وأوضحوا أن تلك الثورات هي ثورات ضد الظلم والحكومات الديكتاتورية، لكن نتائجها جاءت بعكس ما يتمنون فالحكومات الحالية باتت أكثر إقصاء للشباب والنساء.
وعلى الصعيد الفلسطيني، أشاروا إلا أن حراك “15 آذار” الفلسطيني لإنهاء الانقسام فشل وعلى الفلسطينيين أن يدرسوا الحالة جيدا. ويناقشوا أسباب الفشل، وعليهم صياغة ربيع خاص بهم يراعي خصوصية حالتهم ،لا سميا ما تشهد الواقع من تراجع في الحريات العامة واستمرار الاحتلال والانقسام وما رافقه من قمع وتكميم الأفواه وتعدي على الحريات العامة والشخصية لا سيما الحملات الأخيرة التي تطال الشباب بشكل كبير .
و أشادوا بالدور النضالي للمرأة الفلسطينية سواء على صعيد قضايانا الوطنية أو حقوقها الخاصة دون عزلها عن غيرها من كينونة المجتمع باعتبارها جزء أساسي منه، خاصة وقفتهن كل يوم (ثلاثاء) وإصرارهن على تنظيمها لإنهاء الانقسام الفلسطيني الذي أثر في كافة مناحي الحياة الفلسطينية, وساهم في تراجع الحريات والحقوق وتعطيل العمل بالقوانين وتغييبها .
وطرحت تساؤلات في الندوة حول تداعيات الحراك العربي الديمقراطي على واقع المرأة ومدى تأثر الحركة النسوية الفلسطينية بما يدور من حراك ومدى الاستفادة منه على صعيد المطالب النسوية الفلسطينية.
وقال المشاركون/ات: “أن السلطات التي تولت الحكم في بلدات التغيير تجاهلت مكتسبات المراة الفلسطينية وسحبت منها مكتسبات سابقة بل أرجعتها إلى الخلف كثيراً لتناقش حقوق تخطتها المرأة بمراحل كثيرة وقالت: “هذا خريف نسوي لمكتسبات النساء وربيع عربي على الأحزاب الإسلامية”.
وأضافوا: “أنه من المبكر الحكم على نتائج الثورات العربية والتبشير بنتائج قبل نهاية المرحلة الانتقالية”، وأضاف” لن يكون هناك تخوفاً كبيراً على المجتمعات في المرحلة الحالية لأن وضعها قبل الربيع العربي سيترك أثراً لاسيما في الدول التي تحظى فيه مؤسسات المجتمع المدني بقوة تأثير كبيرة ستتصدى لكل محاولات تهميش مطالب المجتمع والتعدي على حرياته وحقوقه”.
كما تحدث المشاركون/ات عن وجود مؤشرات مخيفة على واقع المرأة، والنظرة للمرأة بشكل مهين لا سيما قضايا التحرش الجنسي وكشف العذرية وسحل النساء والاتجار بنساء سورية، والخطاب المنقسم أيدلوجياً ما بين “الإسلامي والليبرالي” في الحالة الفلسطينية، وكذلك استنهاض العقلية البوليسية التي تتحكم بالمرأة لعزلها عن مجتمعها واستخدام ذات العقلية في ملاحقة الشباب وتهديد حرياتهم.
يذكر أن الندوة سيتبعها فعاليات مرتبطة بموضوع التغيير العربي وواقع النساء منها تنظيم مؤتمر إقليمي بمشاركة ناشطات في الحراك العربي من دول عربية وكذلك إصدار عدد من مجلة الغيداء الصادرة عن مركز شؤون المرأة سيتطرق لذات الموضوع “.
وأوصت الورشة التي تكاثرت فيها التساؤلات فيما لا إجابات تشفع خاصة في ظل وضع شبه ضبابي ليس من السهل التنبؤ بما سيحدث في غده، أن يعيد المجتمع صياغة برامجه بما يخدم فئة الشباب، والمرأة، وبدء عملية التغيير الحقيقية انطلاقاً من خصوصية الحالة الفلسطينية مع ضرورة أن ندرك طبيعة التغيير الذي نريد؟ وهل لدينا رؤية واضحة للتحرك ؟ وهل حقاً مستعدين لأن ندفع ثمن التغيير هذا؟