بِلّا حِمّايةُ

غزة – cmc- إيمان محمد طه || رغم ارتداؤها وحملها كل ما يشير إلى أنها تعمل في مهنة المتاعب.. “الصحافة والإعلام”؛ ورغم محاولتها خرجت في أحد الأيام امرأة متجهة إلى عملها كأي امرأة في العالم لها الحق بالعمل لكن لا يوجد لها حماية واقعية تحميها من بطش الاحتلال الاسرائيلي حيث كان من مهامها إنها صحفية تقوم بتغطية الأحداث لنقل الحقيقة إلى العالم , وفي أثناء تأدية عملها تعرضت لما تعرض لها من اعتداءات عنجهية إسرائيلية سيتم سردها في القصة لتوضيح ما تعرضت له هذه الصحفية.

المرأةُ هي ديالا جويحان صحفية مقدسية خرجت في “شارع صلاح” في القدس المحتلة لتغطية المظاهرات الفلسطينية السلمية المنددة بإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن القدس عاصمة إسرائيل؛ حيث قامت بعملها الموكل لها بنقل أحداث هذه المظاهرات للرأي العام المحلي والإقليمي والعالمي؛ كونها تعمل كصحفية وتحمل عدستها وتمارس عملها بشكل طبيعي وقانوني، وهي لا تحمل ما يؤذي الاحتلال الإسرائيلي من سلاح وغيره إلا أن الاحتلال تجاهل هذا الحق فقام بالاعتداء عليها من مسافة الصفر من خلال رش غاز الفلفل الأصفر في وجهها، والذي كان له الأثر الكبير عليها؛ حيث سقطت عدسة ديالا من يديها، وأُغمى عليها ونُقلت إلى مستشفى “المقاصد الإسلامية” في القدس المحتلة لمعالجتها من حروق أصيبت بها في الوجه وتفشت في أنحاء متفررقة من جسدها، إلا أن ذلك الغاز السام بقيت آثاره تعاني منها ديالا جويحان حيث تلقت علاجاً أولياً، لكنها لا تزال تعاني من أوجاع مختلفة، كما أن الحريق تفشى في معدتها، ونصحها الأطباء بشرب كميات كبيرة من المياه.

الكثير من التساؤلات طُرحت حول ذنب هذه الصحفية من ذلك الاعتداء الهمجي الإسرائيلي الذي لا يحترم القانون الإنساني والدولي والذي ينص على :
حيث اصدر مجلس الأمن قرار (2222) والذي ينص على “حماية وسلامة الصحفيين من أي اعتداء”

جويحان صحفية تعمل بكل سلمية مثلها مثل باقي الصحفيات الفلسطينيات، ومجال عملها يعتبر مهم جداً حيث يعتبر الإعلام هو السلطة الرابعة في الدولة بعد السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية.

كما أنها كانت ترتدي ملابس بيضاء في عملها ونتيجة رش الغاز بشكل مباشر عليها تحولت لون ملابسها إلى اللون الأصفر وذلك يدل على كمية الغاز الكبيرة التي استهدفها بها الاحتلال الإسرائيلي، الذي يعد قد انتهك بهذا الاعتداء العديد من القوانين والمواثيق الدولية فمن خلال استخدامه للغازات السامة التي يدينها القانون الدولي لما لها أثر كبير على صحة الإنسان في وقت استنشاقه وفي المستقبل، كما أنه لم يحترم حق ديالا في العمل حيث نص الاعلان العالمي لحقوق الانسان “لكل شخص حق العمل، وفي حرية اختيار عمله، وفي شروط عمل عادلة ومرضية وفي الحماية من البطالة”. وهذا الاعلان تم التوقيع عليه العديد من الدول منها فلسطين و”إسرائيل” لكن الأخيرة لا تهتم بالمواثيق الدولية، كما أن القانون الدولي ينص على ضرورة حماية الصحفيين من خلال ما ورد في المادة 79 من البروتوكول الإضافي الملحق باتفاقية جنيف 1949 لحماية المدنيين بالنزاعات العسكرية نصت على” أن الصحفيين المدنيين الذين يؤدون مهماتهم في مناطق النزاعات المسلحة يجب احترامهم ومعاملتهم كمدنيين، وحمايتهم من كل شكل من أشكال الهجوم المتعمد، شريطة ألا يقوموا بأعمال  تخالف وضعهم كمدنيين”.

إذن هكذا عزيمة المرأة الفلسطينية التي لا تفقد الأمل ولا تكل ولا تمل وتستمر في عملها بالرغم ما تتعرض له من اعتداءات وما تواجهه من تحديات.

صدرت هذه القصة ضمن مشروع ” الشابات يناصرن حقوقهن كحقوق انسان” @

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى