دينا تنتظر المصالحة بين قضاء غزة والضفة لكي تحصل على نفقة أبنائها

غزة_CMC_ هيا بشبش

” معلقة ” هي الكلمة التي تلقتها في نهاية بحثها عن حل لقضية النفقة التي رفعتها من محكمة غزة ، ولكن وبسبب وجود زوجها بالضفة الغربية فلا يوجد حل لقضية تعاني فيها المحاكم حكم الإنفصال ، إجتهدت المحامية الموكلة بالقضية بالبحث عن مخرج وبذلت قصارى جهدها للتواصل مع محاكم الضفة ولكن دون جدوى .

دينا 42 عاماً من سكان مدينة دير البلح في وسط قطاع غزة ، تزوجت  في سن الخامسة عشر، تعلمت التطريز لتساعد في إعالة أسرتها ، وكان زوجها يعمل في ورشة حدادة قبل أن يغادر القطاع إلى الضفة الغربية .

تقول : ” إعتاد زوجي ضربي كلما عاد إلى المنزل وهو غضبان ، أو إشتد عليه أمر ما ، بدأ ذلك من بداية زواجي ولكن في البداية كانت عبارة عن وابل من الشتائم ، وصل به الأمر بأن يضربني بآلات حادة مثل المطرقة ، أمرني أهلي بالصبر حينما إشتكيت لهم الأمر حتى لا أطلق وأصبح على حد تعبيرهم عالة عليهم ، وبحجة أن الأيام ستغيره ” ، وتضيف متمنية : ” ليتني إعترضت ، أو أصريت على وضع حد لأن زوجي أصبح يتمادى في ضربه لي ، نقلت في أحد الأيام للمستشفى بسبب الجرح العميق الذي سببه لي في يدي اليسرى ” .

 بعيون دامعة تكمل دينا ” لدي من الأبناء خمسة ، إبنتان وثلاث أولاد ، نسكن في شقة مقتسمة من بيت عائلة زوجي بعدما كنا نسكن في غرفة معهم لمدة 10 سنوات ” تقول : ” في أحد الأيام ضاق بي الحال فإشتكيت لأحد إخوتي الذي ولأول مرة يأخد قرار بتهديده بالضرب دون أن يأمرني بالصبر كمان يفعل باقي أهلي ، ولكن عندما علم زوجي بذلك هددني بالطلاق إن عدت وإشتكيت لأحد من أهلي  ” .

وتصف دينا : ” في أحد الأيام إشتكى زوجي من ألم حاد في بطنه ، بدأ رحلة العلاج التي إنتهت بتحويله للضفة حتى شفى من مرضه والذي شخصه الطبيب بأنه ورم خبيث ” ، فرحة لم تكتمل تضيف : ” بعد إنتهاء العلاج وبعد أن تعافا من مرضه ، عاد للضفة للمراجعة الدورية كالعادة ، ولكنه ذهب ولم يعد في بداية ذهابه كان يتصل كل فترة ليطمئن عن أحوالنا ، حتى إنقطع تماما عن الإتصال، وعلمت بعد مرور عامين بأنه قد تزوج من هناك ، وأنا وأطفالي نعاني الأمرين في غزة دون معيل ودون أن يراعي أمورنا أحد ” .
توجهت دينا للقضاء في غزة لرفع قضية نفقة على زوجها ، توضح ” وكلت أحد المحاميات ، وبدأت تلك المحامية بالإجراءات القانونية ، ولكن أوصدت الأبواب أمامي عندما علمت أنه لا وسيلة للتواصل بيت محكمة غزة ومحاكم الضفة خصوصا أنني لا أعلم مكان سكنه فعليا ” .

 وتأكد الأخصائية الاجتماعية جواهر بركات أن هناك العديد من الحالات التي عانت من فصل القضاء بين الضفة وغزة ، وأغلب هذه الحالات عانت في البداية من العنف بشتى أنواعه حتى وصلت في النهاية إلى هذه النهاية فسلب ممتلكات الزوجة أو الدخل وإجبار الزوجة على التنازل عن حقوقها وتهديدها بالطلاق في حالة معارضتها ذلك جميعها يؤدي بالزوجة إلى بوابة العنف والتي تبدأ عادة بالعنف اللفظي ، لتتوالى باقي أشكاله من عنف جسدي واقتصادي وجنسي، مضيفةً: “يؤدي ذلك دائما إلى تدني مستوى الذات لدى المرأة المعنقة وضعف في الشخصية وأيضا إلى السماح للآخرين للتمادي وتعنيفها مثل أهل الزوج أو الأبناء ” .
وأكدت بركات أن جهل بعض النساء بالقانون وحقوقهن وخوفهن من المطالبة بحقهن وعدم اتخاذهن القرار يؤثر عليهن بشكل سلبي في استرجاع حقهنّ ووضع حد للعنف الذي يتعرّضن له سواء كان ذلك عنف جسدي أما اقتصادي أم غيره من باقي أشكال العنف فأكثر النساء اللواتي يتعرض للعنف الجسدي يخفنّ التوجه لمراكز الشرطة أو لمؤسسات حقوقية .

مازالت دينا تنتظر أي معلومة عن مكان سكن زوجها لتفيد به المحكمة فلربما يكون ذلك خيط البداية في حل قضية النفقة ، وبين غزة والضفة تنتظر دينا أن تعلم مصير أطفالها ومصيرها تقول : ” أريد أن أؤمن الطعام لأبنائي ، فأنا لا أستطيع إعالتهم وما من أحد يساعدني في ذلك ” مضيفة ” سأبدا بإجراءات الطلاق أيضا بعد أن أنتهى من قضية نفقة أبنائي ” .

** تم انتاج هذه المادة في إطار مشروع “أوقفوا العنف ضد النساء” الذي ينفذه مركز الاعلام المجتمعي (CMC) بالشراكة مع الأمم المتحدة الاستئمانية لانهاء العنف ضد النساء (UNTF)

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى