الإعلام المجتمعي يُقيّم احتياجات الصحفيين والصحفيات في غزة

غزة – مركز التنمية والإعلام المجتمعي (CDMC)
في إطار جهوده المستمرة لدعم حقوق الصحفيين وتعزيز متطلباتهم في مرحلة ما بعد الحرب، نفذ مركز التنمية والإعلام المجتمعي ثلاث مجموعات بؤرية حول “واقع الصحفيين والصحفيات واحتياجاتهم والتحديات التي تواجههم في ظل الحرب الراهنة”، تم ذلك في سياق أنشطة مشروع “أصوات من أجل العدالة: تمكين النساء المدافعات عن حقوق الإنسان في قطاع غزة بعد الحرب”، بالشراكة مع مؤسسة الهينرش بل الألمانية.
ويهدف النشاط إلى جمع بيانات حيوية تساهم في إجراء تقييم شامل لاحتياجات الصحفيين، سواء كانت مهنية أو إنسانية، مع توثيق الانتهاكات التي تعرضوا لها خلال العدوان الإسرائيلي، بما في ذلك الاعتداءات الجسدية، المضايقات، التضييق على حرية الإعلام، الاستهدافات المباشرة، وتدمير المعدات الخاصة بالعمل الصحفي.
وأكدت نسرين كساب منسقة المشروع أن “مجموعات النقاش هذه تسعى إلى جمع بيانات دقيقة وموثوقة تساعد في فهم الواقع المعقد للصحفيين والصحفيات، وتساهم في تطوير سياسات واستراتيجيات فعالة لضمان حماية الصحفيين، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشونها بعد الحرب. تسلط هذه الجلسات الضوء على الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون وتحدد احتياجاتهم العاجلة والمستقبلية.”

قاد الجلسات سفراء من الصحفيين والمحامين المدربين، تحت إشراف باحث متخصص، لضمان أن تكون النقاشات ملتزمة بأعلى معايير الدقة والاتساق، إلى جانب احترام الأخلاقيات المهنية. تم استخدام أدوات بحثية متكاملة تشمل استبانات وأدلة نقاش مهيكلة، مما يساهم في توفير بيانات قابلة للتحليل، يمكن استخدامها في وضع سياسات واستراتيجيات مستقبلية لحماية الصحفيين.
واستهدفت المجموعات شريحة متنوعة من المشاركين، بما في ذلك ممثلين عن المؤسسات الإعلامية، صحفيين تعرضوا لانتهاكات حقوقية مباشرة، خبراء قانونيين مختصين في الإعلام وحقوق الإنسان، منظمات المجتمع المدني المناصرة لحرية الصحافة، وصانعي السياسات وأصحاب القرار الذين يمكنهم المساهمة في حماية الصحفيين، من خلال جمع هذه الآراء المتنوعة، تسعى الجلسات إلى تسليط الضوء على التحديات والاحتياجات التي يواجهها الصحفيون في هذا السياق الحرج.
يأتي تنفيذ هذه الجلسات في وقت حساس حيث يعاني الصحفيون في غزة من استهدافات مباشرة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي. وفقًا لنقابة الصحفيين الفلسطينيين في غزة، فإن عدد الصحفيين والصحفيات الذين تم قتلهم منذ بداية العام 2023 قد وصل إلى (226) صحفي/ة، بينما تجاوز عدد المصابين (150)صحفيًا وصحفية نتيجة للقصف المباشر والممارسات العدوانية.

ويؤكد مركز التنمية والإعلام المجتمعي (CDMC) أن هذه الأرقام تبرز حجم المخاطر التي يواجهها الصحفيون في ظل الحرب الراهنة، والحاجة الملحة لحماية حرية الصحافة والعمل الإعلامي في قطاع غزة.
ويرى المركز أنه من الضروري التأكيد على أن حرية الرأي والتعبير وحرية الصحافة تعتبر من الحقوق الأساسية التي يجب أن تُحترم وتُصان في أي مجتمع ديمقراطي، في ظل الاستهداف المستمر من قبل الاحتلال، تبقى غزة بحاجة إلى بيئة آمنة ومؤمنة لعمل الصحفيين والصحفيات، بهدف ضمان استمرارية نقل الحقيقة وكشف الانتهاكات التي تحدث في الأرض الفلسطينية المحتلة.
ويعتبر المركز أن التحديات التي تواجه الصحافة في غزة تعكس حجم الاستهتار بحقوق الإنسان من قبل الاحتلال، وتدعو إلى تضامن الجميع لدعم الصحفيين في ميدان عملهم وحقهم في ممارسة عملهم بكل حرية وأمان.
ومن المتوقع تنفيذ مجموعتين إضافيتين خلال الفترة المقبلة، تمهيدًا لإعداد تقرير شامل حول تقييم احتياجات الصحفيين، سيعتمد التقرير على البيانات التي تم جمعها من مجموعات النقاش، مما يساهم في رسم خارطة تدخلات أكثر فاعلية لاستجابة سريعة لاحتياجات الصحفيين، خاصة في ظل الظروف الاستثنائية التي يواجهونها.
ومنذ تأسيسه، يعمل مركز التنمية والإعلام المجتمعي على توثيق الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون الفلسطينيون، المركز يعد تقارير ودراسات تفضح جرائم الاحتلال، بما في ذلك استهداف الصحفيين بالقتل، التحريض، الاعتقال، والتضييق على عملهم الصحفي، فضلاً عن قصف مقراتهم الإعلامية ومنعهم من أداء واجبهم المهني.
ويجدد المركز تأكيده على أن دعم الصحفيين والحفاظ على حرية العمل الإعلامي يعد مسؤولية جماعية تحتاج إلى تعزيز التضامن بين جميع القوى الوطنية والدولية من أجل إرساء بيئة آمنة ومستدامة للعمل الصحفي في غزة.
يذكر أن مركز التنمية والإعلام المجتمعي (CDMC)، هو مؤسسة تنموية وإعلامية، تستثمر وتوظف وسائل الإعلام، والإعلام الاجتماعي كمنصة للخطاب الديمقراطي والدعوة إلى حقوق الإنسان والمواطنة، وتعزيز العدالة الاجتماعية والحرية والازدهار