أحمد حجيلة يروي تفاصيل استشهاد والده عماد
مركز التنمية والإعلام المجتمعي- وردة الدريملي
لم يكن يعلم أحمد حجيلة أن هذا التاريخ 28/1/2024، سيكون فارقًا في حياته، ولن يرَ والده مرةً أخرى.
يروي أحمد 20) عامًا) تفاصيل الحكاية بدءًا من ذهاب والده ليجلب المساعدات الإنسانية والإغاثية “الطحين، والمعلبات”، حتى لحظة استشهاده ووداعه.
في انتظار الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية باختلاف أنواعها، يجلس أحمد ووالده ومن يرافقهم للحصول على طحين أو كرتونة معلبات من أبناء عائلته على إحدى الطرقات عند “مفترق الكويت”، بدون سابق إنذار، سمع أحمد صوت القذائف، وإطلاق النار يتجه صوبهم.
احتمى أحمد ووالده في مخزن “بركس”، وكما يعتقد أحمد أنه في مكان آمن، إلا أنه لا أمان في حضرة الحرب، فالجميع مستهدف، يقول حجيلة:” لسا بقول لابن عمي تعال نتخبى هان وبنادي ع أبويا تعال هنا المكان آمن، كان المكان مخبوط بقذيفة، وأصوات الشظايا في كل مكان، واستشهد بهذه اللحظة أبويا”
ويتابع أحمد:” اشتد الوضع، بدأنا نسمع أصوات القذائف، وطائرة الكواد كابتر التي تطلق الرصاص، اختبأنا في مخزن” بركس” وتحاصرنا فيه حتى يهدأ الوضع، في هذه الأثناء الجميع كان يبحث عن مكان يختبئ فيه، جلسنا جميعنا، وفي لحظة نظر والدي الى الشباك ليرى إن كان أحدًا ما قد تحرك وخرج من مكانه، إلا أن باغتته رصاصة أصابته بالرقبة “طلق مدخل مخرج”، خرج الدم كالنافورة، واستشهد على الفور.
ويوضح أحمد ذهاب والده إلى هناك، ذهب والدي أول مرة إلى مفترق الكويت بتاريخ 27/1/2024 وجلب كيس الدقيق” طحين”، تحدثت معه لماذا أتيت؟ وأن عمرك (49) عامًا لايسمح لك بأن تهاجم كما الباقي، إلا أنه رفض وأصر على أن يجلب بسكوت بالعجوة كما سمع حينها.
ويكمل:” جاءت الشاحنات “المقاطير” حصل والدي على كيس طحين حجم (25) كيلو، وأنا كذلك، وغادرنا المكان بسعادة لأننا تمكنا من العودة بشيء لعائلتي.
قبل مجيءالشاحانات، يبدأ إطلاق النار، يحتمي من يستطيع، وقد يتحاصر البعض، وقد تنال الآخرين رصاصة طائشة من الكواد كابتر، أو قذيفة، أو تصيبهم رصاصة قناص، في هذه اللحظة الجميع ينبطح على الأرض حسب تواجده، أو يحتمي بالمخازن”البركس” المتواجدة في المكان.
استطاع أحمد ووالده وأعمامه وأبنائهم أن يجدوا مكانًا للاحتماء، لكن لم يكن يعلم أحمد أن بهذا المكان سيودع والده وأن رصاصة ستنهي حياته.
عاد أحمد حزينًا مكسورًا، يحمل والده المغطى بالدماء، بعد معاناة كبيرة استطاع أن يحصل على جثة والده وأن يعود بها.
لقمة مغمسة بالدم، مفترق الكويت، وطريق الرشيد، شهدا قصصًا تفاصيلها لم تظهر على العلن بعد، من يذهب هناك يعرف أنه سيعود إما محملًا على الأكتاف، أو مصابًا، أو ربما لا يعود” مفقود”، أصبح الجميع يقاتل من أجل كيس طحين، وكرتونة معلبات، حتى يطعم أطفاله وعائلته في ظل شُح المواد الأساسية وعدم توفرها، وإن توفرت تكون غالية الثمن.